11/06/2023
يمارس الكثير من الشباب التفحيط بالسيارات دون أن يدركوا خطورة ذلك على المارّة والمشاة والسيارات في الطريق، أو حتى خطورة ذلك وآثاره السلبية على أداء السيارات، وتوجد هذه الظاهرة في أغلب دول العالم سواء العربية أو الغربية، وتحاول الكثير من الدول القضاء على هذه الظاهرة عن طريق وضع القانون وإصدار مخالفات لمن يمارسها إلّا أنّ الظاهرة لا تزال موجودة.
والتفحيط الذي من الممكن أن يسمى أيضًا المقامرة بالحياة أو لعبة الموت، وهي عبارة عن القيام بقيادة السيارات بسرعات عالية وبطريقة مخيفة، بالإضافة لإصدار أصوات مرتفعة الصوت من إطارات السيارات، وهذه الظاهرة تترك آثار سوداء على الشوارع والطرق نتيجة حدوث احتكاك بشكل كبير ما بين كل من إطارات السيارات والشارع، وتثير الفزع في نفوس المارة، والهدف من التفحيط هو الاستعراض والتسلية واللعب فقط لا أكثر، ويعتبر الشباب أن مَن يقوم بذلك هو شخص شجاع وقويّ ويحب المغامرة، ويعدّ أيضًا شخص محترف وماهر في قيادة السيارات في ظروف خطيرة قد تُنهي حياتهم.
إنّ كافة الدول التي تعاني من مشكلة انتشار هذه الظاهرة بين الشباب تقوم بوضع القوانين التي تمنع الشباب من التفحيط، وتقوم بوضع عقوبات ومخالفات قاسية لمن يقوم بها، وذلك من أجل التقليل من انتشارها، لأنّ مخاطرها تؤثر على كافة الموجودين في الطريق، وتقوم الدول بعقد ورشات توعوية وعمل حملات توعوية من خلال عدة طرق مختلفة كوسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون فيها عن أضرار التفحيط وآثاره النفسية، وعن ضرورة قيام الأهل بمتابعة أولادهم ومراقبتهم بدقة، خاصة مَن ليس لديهم سيارات، ومَن لا يمتلكون رخص قيادة، فهم يقومون باستعمال سيارات أهاليهم أو غيرهم ودون رخص، فقط من أجل ممارسة التفحيط.
إنّ معظم أضرار التفحيط بالسيارة تكون في محرك السيارة، وفي الإطارات وبالذات الإطارات الخلفية، ويعتبر التفحيط من أكثر المشاكل التي تؤثر على أداء المحرك وكفاءته وقدرته، ويمكن الانتباه لذلك بعد مرور وقت، حين يتغير أداء السيارة عند السحب وتصبح غير قادرة على السحب بشكل سريع، كما أنّها تؤثر على إطارات السيارة، فالإطارات وخاصة الخلفية تتعرض للمسح من جوانبها ومن أسفلها، وذلك بسبب حدوث احتكاك بين كل من الإطارات والطريق أو الشارع.
ومخاطر التفحيط تصل أيضًا إلى مساعدين السيارة، فهي تجعل السيارة غير متوازنة وغير متزنة خلال الحركة، وهذا يؤدي إلى تقليل كل من العمر الافتراضي والكفاءة للسيارة، كما أنّ التفحيط يعرّض المحرك إلى توقف تام عن العمل في أي وقت بسبب تعرضه لضغط كبير خلال التفحيط بالسيارة.
هناك عدة أسباب مختلفة أدت إلى انتشار ظاهرة التفحيط بين الشباب، ويعتبر أحد الأسباب الأساسية هو إهمال الأهل لأبنائهم، فهناك الكثير من الأهل ينشغلون بأنفسهم طيلة الوقت وينسون أولادهم، ويوجد ترف وغنى زائد، وقيام الأهل بتدليل أبنائهم بشكل سلبي، فعندها يبدأ الأبناء بالقيام بعدة سلوكات وتصرفات دون وجود أي اعتبار للأهل ودون وجود أي اهتمام من قبل الأهل، فمثلًا حين يجد الولد مفتاح سيارة والده أمامه طيلة الوقت فلن يتردد في أخذه وقيادة السيارة.
ومن الأسباب أيضًا مشاهدة الأفلام التي تستعرض ظاهرة التفحيط بشكل جذّاب وإيجابي للشباب المراهقين، ويتم استعراض التفحيط في الأفلام سواء كانت عربية أو أجنبية، وبطبيعة المراهق فهو يميل إلى كل ما فيها إثارة، فعند مشاهدته للتفحيط بشكل مثير سوف يبدأ بتقليد ما شاهده في الأفلام، كما أنّ الأفلام تستعرض التفحيط على اعتبار أنّه عمل خارق وعمل فيه بطولة، ولا يقومون بعرض سلبياتها بل يعرضونها على أنّها ظاهرة مليئة بالإيجابيات.
ويوجد في معظم الدول تجمّعات للشباب من أجل ممارسة التفحيط، وتعتبر هذه التجمعات من أسباب انتشار التفحيط التي لا يمكن السيطرة عليها، فالشباب يجتمعون في أماكن محددة وهناك يبدأ الاستعراض للتفحيط والقيادة المتهورة أمام الحضور والمتواجدين، وهذه التجمعات تجذب المراهقين أكثر من غيرهم، كما أنّها تزيد من حماسهم لتعلُّم التفحيط وممارسته، وهو من الأمور التي قد يدمن عليها الشخص دون أي تفكير بعواقبها ومخاطرها.
يجب البدء بتوعية الشباب حول مخاطر وأضرار التفحيط في البداية من قبل الأهل، ثم في المدرسة، ويليهما الدولة، ومن الضروري توعية الشباب بشكل دائم وإخبارهم عن مخاطر التفحيط، وذكر قصص وتجارب سلبية حول التفحيط كي يتعظ كل من يمارسها.
كما أنّه يجب قيام الدول بتشديد التشريعات ووضع عقوبات صارمة لمن يقوم بالتفحيط مثل الغرامات المالية بمبالغ كبيرة أو الحبس أو حجز السيارة، فهذه العقوبات تعتبر رادعة للشباب.
ومن الضروري أيضًا قيام الدولة بالسيطرة على أماكن التجمعات الشبابية المخصصة للتفحيط، والقيام بإغلاق كافة هذه الأماكن، وتحديد أماكن التجمعات كأماكن يعد الاقتراب منها تحت طائلة المسؤولية، وقيام الدولة بالتحكم بما يتم عرضه من مقاطع للتفحيط تثير حماس الشباب في الأفلام، وتوعية الشباب بسلبيات وخطورة التفحيط.
إنّ الهدف من التفحيط هو اللعب والتسلية والاستعراض.
تؤثر على محرك السيارة وأداءه وقدرته، وتصبح السيارة غير قادرة على السحب السريع، وتؤثر على إطارات السيارة خاصة الخلفية فهي تتعرض للمسح من الجوانب والأسفل، وتجعل السيارة تفقد توازنها واتزانها أثناء الحركة، وتقلل من كفاءة السيارة وعمرها الافتراضي، وتعرّض المحرك لتوقف تام عن العمل.
عدم متابعة الأهل لأبنائهم، الترف الزائد، التدليل السلبي للأبناء، مشاهدة الأفلام التي تستعرض التفحيط بشكل إيجابي ومليء بالإثارة والحماس، وجود تجمعات شبابية لممارسة التفحيط.
توعية الشباب حول مخاطر التفحيط، قيام الدولة بوضع عقوبات صارمة لمن يمارس التفحيط، سيطرة الدولة على التجمعات الشبابية المخصصة للتفحيط.