يأمل كل مستثمر في العمل في نشاط مميز يدر عليه ربحا كبيرا وعادة ما يبدأ النشاط بعد البحث عن المجال المناسب له وعمل دراسة وافية لمتطلبات السوق التي تساعد على نجاح المشروع، ولكن قد يفاجئ المستثمر بعدم نمو النشاط بشكل سليم وقد يصل الامر في بعض الاحيان إلى الركود الكامل، وتعد ظاهرة الركود من أخطر ما يقابل التجار والتي تعني توقف حركة البيع والشراء، مما يؤدي إلى تكبد المستثمر لخسائر كبيرة في رأس المال تجعل من الصعب عليه الاستمرار، وتتسبب في غلق المشروع تجنبا لمزيد من الخسائر، والذي يؤدي إلى ركود اقتصادي فالاقتصاد قائم على المشاريع الاستثمارية شواء الحكومية او الخاصة.
خطر ركود مبيعات السيارات
مجال استثمار السيارات من المجالات التي تحتاج إلى رأس مال كبير، ولذلك يعتمد الربح العالي على سرعة البيع حتى يتم تدوير لرأس المال، وعندما تحدث ظاهرة ركود المبيعات تعد إنذار بنهاية المشروع بأكمله حيث يتسبب في خسائر مادية كبيرة، خصوصا ان السيارات سلعة ترتبط بموديل السنة الصادرة بها فإذا لم تباع قبل نزول الموديل الحديث يتسبب ذلك في خسائر كبيرة.
العوامل المسببة لركود المبيعات في معارض السيارات
لركود السيارات أسباب كثيرة يؤدي حدوثها إلى توقف حركة البيع والشراء من ثم تكبد المعارض لخسائر كبيرة ويتأثر الركود بأسباب عالمية وأسباب أخرى داخل الدولة ومن هذه الاسباب
غلاء أسعار الوقود وتكلفة الصيانة
من أول أسباب توقف البيع ارتفاع أسعار الوقود وكذلك تكلفة الصيانة حيث ان السيارات الحديثة تتطلب التزام بمواعيد الصيانة الدورية وعندما يتم زيادة هذه التكلفة فتتسبب بركود حركة البيع، حيث ان كل مشتري يقوم بتحديد ميزانية تناسب معدل دخله وعندما يحدث ارتفاع في أسعار الوقود والصيانة وقطع الغيار فيجد المشتري نفسه لن يستطيع الوفاء بهذه الالتزامات، وأن اقتناءه للسيارة سوف يؤثر عليه ماديا فيتراجع عن فكرة الشراء.
الرغبة في التجديد المستمر
من أصل الطبيعة البشرية حب التجديد والبحث عن الاحدث دائما فعند نزول موديل سيارة جديدة يأخذ المشتري في بعض الاحيان وقتا حتى يتعرف على مواصفاتها جيدا ومن ثم يقترب ميعاد نزول الموديل الاحدث الذي ينزل عادة في ال 3شهور الاخيرة من السنة السابقة له وعلى ذلك يجد ان من الأفضل الانتظار وشراء الموديل الجديد.
رفض تمويل شراء السيارات
يعد من الأسباب المنتشرة لركود السيارات رفض البنوك تمويل المشتري، ويأتي ذلك بسبب الشروط الصعبة للبنوك التي تؤدي إلى رفض الكثيرين من المتقدمين للحصول على التمويل البنكي، ويكون ذلك بسبب طلبات البنوك إجراءات من الصعب تنفيذها وتوافرها لكل الفئات الطالبة للتمويل، حيث أن اغلب الراغبين في شراء السيارات الحديثة لا يمتلكون المبلغ الكامل لشرائها فإن أكبر عدد لطلب القروض يعد من فئة الشباب ذوي العمل غير الثابت والدخل القليل فلا يستطيع استيفاء الأوراق المطلوبة
ركود سوق السيارات المستعملة
سوق السيارات المستعملة يرتبط ارتباط وثيق بسوق السيارات الحديثة فعندما يحدث ركود بالسوق المستعمل يؤثر ذلك طرديا على السوق الحديث، حيث أن اغلب مشتري السيارات الجديدة يقومون ببيع سياراتهم القديمة اولا ويتم دفع ثمن السيارة القديمة كمقدم للسيارة الحديثة، ولذلك عندما تتوقف حركة بيع وشراء المستعمل فبالتالي يحدث ركود في معارض السيارات الحديثة.
ارتفاع سعر الدولار
يعد الدولار هو السعر الرسمي للسوق العالمي بالإضافة إلى بعض العملات الاخرى ولكن يعد الدولار أكثرها انتشار واستعمالا حول العالم، ولذلك عندما يحدث ارتفاع في سعر الدولار فإن ذلك يؤثر بالسلب على سوق السيارات بصفة خاصة حيث انه يعتمد على الاستيراد والدفع بالدولار مقابل العملة المحلية، فيجد المشتري سعر السيارة زاد بمعدل كبير مقابل قيمة ما يتحصل عليه من دخل فلا يستطيع الشراء.
الغزو الصيني للسيارات
يعد سوق السيارات الصينية من اروج الاسواق لما تقدمه من مستوى رفاهية عالي ومعدل استهلاك اقتصادي للوقود وانتاج انواع مختلفة من السيارات ذات الاحجام المختلفة لتناسب كل الاذواق، ولذلك تعتبر منافس قوي للسيارات اليابانية الصنع والكورية من نفس الفئة حيث أن عند المقارنة بينهم في التكاليف نجد ان السيارات الصينية اقل تكلفة في كل شيء، ولذلك يتجه إليها المشترين من الفئات المتوسطة الغير قادرة على شراء السيارات المكلفة.
وجود عيوب تصنيع بالسيارة
قد يحدث أن يتم تصنيع خط كامل من السيارات التابعة لشركة كبيرة ذات اسم كبير وبعد طرح السيارات للبيع في الاسواق يفاجئ المصنع بوجود عيب في التصنيع، وقد حدث ذلك مع شركة هوندا العالمية حيث أصدرت ما يقرب من مليون سيارة وبعد ذلك تم اكتشاف عيوب في الوسائد الهوائية مما اضطرت الشركة إلى سحب كل هذا العدد من السيارات مرة اخرى، وليست هوندا اليابانية فقط من وقعت في هذا المأزق ولكن حدث ايضا مع فولكس فاجن عندما اضطرت إلى سحب حوالي 2.5مليون سيارة من الاسواق عندما اكتشفت الشركة وجود مشكلة بانبعاثات الوقود.
