مفاهيم خاطئة عن السيارات الكهربائية

تتجه الأنظار في الأوساط العالمية إلى السيارة الكهربائية بوصفها سيارة المستقبل، ذلك أنها سيارة رفيقة بالبيئة، تستهلك معدل أقل من الوقود، لقد انتشرت السيارات العاملة كهربائيًا في العصر الحديث، ولا تزال الشركات تتنافس فيما بينها في إمداد هذه السيارات بالمستوى الأرقى في التقنيات والخواص، إن الأشخاص الذين لا يؤمنون بكون السيارة العاملة كهربائيًا هي سيارة المستقبل غالبًا سيكونون على غير علم بالعديد من الأمور، أو أن معلوماتهم غير دقيقة. 

يعتقد الكثيرون أن السيارة طالما تعتمد على الطاقة الكهربائية فهي بالتالي في حاجة لتجديد شحنها بغرض السفر، لكن المعلومات تقول بأن المستخدمون في الولايات المتحدة يقومون بقطع معدل 30 كم كل يوم تبعًا لإحصائات وزارة النقل الأمريكية، يُذكر أن السيارة العاملة بالكهرباء قصيرة النطاق تتمكن من اجتياز ضعف هذه المسافة المذكورة ومايتعداه قبل تجديد شحنها، فما بالك بصاحبات النطاقات الطويلة.

السيارة نيسان ليف تعتبر من المركبات الكهربائية ذات السعر الجيد، وهي تعمل بنطاق 240 ألف كم لكل شحنة، أما شيفورليه بولت فتعمل بنطاق 383 كم لكل شحنة، وتأتي المركبة هوندا كونا النسخة الكاملة بنطاق هو 415 كيلومتر لكل شحنة، وتأتي السيارة الرائعة تيسلا الطراز الثالث بسعر جيد ونطاق 499 كيلومتر لكل شحنة، تليها السيارة إس صاحبة النطاق 540 كيلومتر لكل شحنة، وهي أعلى من حيث السعر، وأعلنت الشركة تيسلا عن سيارتها رودستر نسخة 2020 بنطاق 998 كم لكل شحنة.

 

شائعات من هذا القبيل خرجت على السيارات الكهربائية ربما لأن الإنسان لم يشاهد في حياته سيارة كهربائية غير سيارة الجولف، فهي بطيئة للغاية، لكن الوقائع تثبت بأن السيارات العاملة كهربائيًا هي أسرع من سيارات الوقود، حيث يقوم المحرك الكهربائي بتوليد نسبة 100% من العزم، الفئة الأعلى من السيارة تيسلا تضع نفسها بين السيارات الأعلى من حيث السرعة على المستوى العالمي، حيث تبلغ سرعة 96 كم في غضون فقط 2.5 ثانية، يمكنك تخيل هذه القذيفة بينما تنطلق!. 

من الصحيح أن السيارات الكهربائية ذات ثمن مرتفع، نظرًا لأنها جديدة، وفي الواقع أن جميع الطرازات الحديثة من السيارات سواء البنزين أو الكهربائية هي عالية الثمن، لكننا نصف السيارة الكهربائية بأنها سيارة المستقبل، أي أن الشركات جميعها ستتجه لإنتاج هذه السيارات، مما يعني انخفاض سعرها في الأعوام المقبلة، في الوقت الحالي يتم وضع تسعيرة السيارات الكهربائية على أساس تسعيرة الموديل الذي يناظرها في سيارات الوقود، أي أنه ليس هناك فارق بينهما في السعر، تتمتع هذه السيارات بعروض وخصومات، إذ يشتري سائقي كاليفورنيا السيارات بخصم يبدأ من 2500 دولار وينتهي بـ4500 دولار. 

لا يتم إجراء الاختبارات الأمنية من الإدارة الوطنية لسلامة المرور أو معهد تأمين السلامة، حيث يتجه الاهتمام – في الغالب – إلى السيارات التي تعمل بالوقود، إلا أنه حين جرى إجراء اختبار على السيارات الكهربائية حصلت بالفعل على نتائج ممتازة، وذلك ما تحقق في الموديل شيفورليه بولت EV حازت على تقييم 5 من 5 نجوم في اختبار NHTSA لحماية الركاب، وكذلك الحال مع السيارة تيسلا موديل 3، وتيسلا موديل X، أما موديل S فلم يخضع للاختبار.

 

إن المخاوف المحيطة بهذه المسألة متجاوزة للحد، لأنه جرى فحص أو يمكن أن نقول تحقيق من قبل NHSTA استُنتج من خلاله أن الحرائق والاتفجارات التي قد تتعرض لها السيارات الكهربائية هي في الواقع متساوية تمامًا أو قد تكون أدنى من تلك المنطبقة على السيارات التي تستخدم الوقود.

 

يقول هذا الاعتقاد بأن السيارات الكهربائية ملوثة للبيئة مثل سيارات الوقود، والواقع إن ما تفعله محركات الكهرباء أنها تقوم بتحويل نسبة 75% من الطاقة الكيميائية من البطاريات لتنشيط العجلات، وعند إجراء مقارنة سنجد أن محركات الوقود تقوم باستخدام محض 20% من الطاقة الموجودة في البنزين، كما أن السيارات الكهربائية لا تخرج البواعث الضارة بشكل مباشر.

إن المركبات العاملة كهربائيًا تؤدي بصورة ممتازة في هذه الجزئية الخاصة بالنظافة البيئية، وبالأخص في ولايات كاليفورنيا ونيويورك ومنطقة المحيط الهادئ في الشمال الغربي، فنجد أن مصادر الطاقة المتجددة ذات تواجد كبير في هذه الأنحاء، وهي تنتشر بصورة أقل في غيرها، وبصورة عامة، السيارة الكهربائية تتراجع نسبتها في عمل التلوث البيئي أكثر من السيارات العاملة بالوقود.